ساموديو والبيت الكبير وسبّابة غابو ...

عادل حوشان

 

حينما كانت طوى تعلن عن صدور رواية "البيت الكبير" التي قدمها غابرييل غارثيا ماركيز ، لفت انتباهي أحد الأسماء المستعارة لصورة وضعها مع تنويه للإصدار .

الرواية ، رواية "ساموديو" ، وليست الصورة التي ستصبح نسخة أخرى للرواية وستعلق طويلا في ذاكرتي ، البيت الكبير صدرت في العام 1962 وكان قد نشر ساموديو فصولاً منها في الصحافة المحلية ويبدو أن ذلك كان في صحيفة "إلهيراليدو" . قادماً من ادب امريكا وصحافتها وفيه جيبه غريب وليم فوكنر .

وفي قلبه كولومبيا وأدبها ليقود كتيبة الكتّاب ( غابو وأوبريغون وبرناردو مايا وجيرمان فارغاس ....).

البيت الكبير نشرت قبل مائة عام من العزلة بخمس سنوات . وتتحدث عن مذبحة "سانتا ماريا" لكنك لن تجد فيها ميتاً واحداً كما قال ماركيز . البيت تتحدث عن إضراب عمال الموز ، وكذلك مائة عام من العزلة العمل الأكثر شهرة عالمياً .

غابو يكمل :

" هذه الطريقة في كتابة التاريخ ( يقصد ما كتبه ساموديو في روايته البيت الكبير ), مهما بدت تعسفية للمؤرخين, تشكل درساً رائعاً في التحويل الشعري. فبعيداً عن إخفاء الوقائع أو تزيين وتزييف الخطورة السياسية والإنسانية لهذه المأساة الإجتماعية, توخى سيبيدا ساموديو إخضاعها إلى نوع من التطهير السيميائي ولم يقدم لنا منها سوى الجوهر الاسطوري, وهو ما يتبقى دائماُ, بعيداُ عن الأخلاق والعدالة وذاكرة الناس الهشه. فالحوار المتقن وغنى اللغة المباشرة والقول والشفقة المشروعه إيزاء قدر الشخصيات, والبنية المجزأة والغامضة نسبياُ التي تشبه كثيراُ بنية الذاكرة: في هذا الكتاب كل شيء يشكل مثالاُ رائعاُ على الطريقة التي يتمكن بها كاتب أمين من تجنب الكم الهائل من النفايات الخطابية والديماغوجية, الذي يتوسط السخط و الحنين "النوستالجي".

هذا ما جعل "البيت الكبير" , لا مجرد رواية جميلة فقط بل تجريباُ فيه قدر كبير من المخاطرة ودعوه إلى التفكير مليا في الثروة الغير منتظرة, الثروة التعسفية والمضنية في الإبداع الشعري. وهذا أيضا ما جعل هذه الرواية مساهمة جديدة, مساهمه عظيمة, في أهم حركة أدبيه في العالم الراهن: رواية أمريكا اللاتينية.

أما الرواية الأخرى ...

الصورة التي سأتوقف عندها طويلاً بالرغم من انها على بعد ضغطة واحدة في محرك البحث ، لكنها الصدفة الأبدية .

الرواية الأخرى مرفقة بهذه الكتابة التي لا معنى لها غالباً غير الإشارة إلى أن روائياً مهماً كاد أن يبتلعه الهواء لولا أن أحد المارة التقطه ليضعه أمام أبصارنا .

 

كاتب وناشر من السعودية

started 1 MAY 2010                 email : info@ila-magazine.com

design: gitta pardoel logo: modhir ahmed   © ila-magazine