صورة العشاء الأخير
مسرحية
تأليف : علي رشيد
الشخصيات
الراوي
الجندي الأول
الجندي الثاني
الأم
المشهد الأول
( يفتح الستار عن فضاء داكن بحمرة ضبابية ، وعلى الركن البعيد من المسرح ، أجساد تتلوى على الأرض بتناغم بانتوميمي ، وكأنها دمى للعرائس ، تتحرك بلولبية على الأرض . صوت رخيم ينطلق لراوٍ غير مرئي )
ياسادة ياكرام
كنا على الضيم ننام
نغفو بلا أجفان
خوفاً من الجلاد والدفان
( تختفي الأجساد لتضاء بقعة بضوء مركّز على شخصية الراوي وهو يدخل من الجهة اليمنى للمسرح بينما تبقى بقية أجزاء المسرح داكنة )
الراوي ( ينظر إلى الجمهور ملياً ، ثم يبتدئ الكلام ) : - هناك حيث البلاد مسرح آخر يضيئه النواح ، حيث البلاد انتصار الخطيئة ، ومدافن ( يتردّد) ، قلت مدافن عفوًا ، كنت أقصد حيث البلاد مداخن ( يتردّد) ، عفوًا ثانية لم أكن أقصد مداخن
( يهمس بخفوت بعد استدارة تستطلع المكان ) ، البلاد يا إلهي ، أي بلاد هذه تنثر أشلاءها كزجاج الواجهات على قارعة البيانات ، وتستجدي حتفها لتقيم ولائم فرح للهزائم ( يرتفع صوته أشبه بالصراخ ) أي بلاد هذه .....
( فيقطع صوته صوت آخر يأتي من الجهة اليسرى للمسرح ) احذر هذا السكون ، هنالك موت يتربص بنا.
( يضاء ذلك الجزء ( الأيسر) من المسرح ليظهر شابان بملابس عسكرية وهما يترصدان المكان ، بينما يختفي الراوي حينما يلفه الظلام )
الجندي الأول : ( بشرود أشبه بمن يكلم نفسه ) هل مازال هنالك موت ، بعد كلّ هذه الأجساد المبثوثة على خارطة البلاد ( بتأوه ) إيه ، أية خطيئة اقترفناها ، لنجازى بكل هذا الموت .
الجندي الثاني : ( وكأنه لم يسمع كلام صاحبه ) هناك خلف هذه التلال فجيعة أخرى .
الجندي الأول : ( متسائلاً ) فجيعة أخرى ؟ .
الجندي الثاني : نعم ... ربما ستشن الحرب لتحتقن هذه السواتر بمراث جديدة .
الجندي الأول : لكن الحرب لم تنته لتبدأ ، أم أنها مراسيم جديدة لحقن هذه السواتر بمراثي تنهش ماتبقى من الجند .
الجندي الثاني : ( صمت بشرود )
الجندي الأول : ثم أي حرب ستبدأ ، وضّد من ( يستمر ) ، ضدّنا ... ولماذا ، هم يعرفون بأننا الضحايا ... القرابين ... الموتى ... صورة العشاء الأخير .
الجندي الثاني : ( بانتباه كمن يقبض على فكرة ) قلت العشاء ، ( بحسرة ) إيييييييييييييييييه كم أتمنى أن أرى أمي ثانية ، وهي تجهز لي العشاء .
الجندي الأول : يمكنك أن تغمض عينيك ، وتحلم بما تتمنى .
الجندي الثاني ( صامتا )
الجندي الأول : هل أغمضت عينيك ، هل تذوقت طعام......
الجندي الثاني : ( مقاطعاً بغضب ) كفاك جنوناً ، كيف لي أن أغمض عيني ، وهنالك موت يتربص بنا .
الجندي الأول : لا عليك، سأفتح عيني على سعتها، كي أبصره ، فقط أغمض عينيك لتتذوق طعام أمك .
الجندي الثاني : أغمض عيني ... أغمض عيني ... أغمض عيني ....
( صوت الأم يأتي من وسط المسرح حيث يضاء على امرأة عجوز بملابس وغطاء رأس أسودين ، بينما تلف الظلمة بقية المسرح ليختفي الجنديان)
الأم : رحيم ، تعال ياصغيري ، أعرف أنك جائع ، سأجهز لك العشاء ، ولكن هل لك أن تقرأ سورة الفاتحة على روح والدك وأخويك .... إنه الخميس ، سينتظر الموتى أدعيتنا كي يمنحهم الرب شفاعته ...
رحيم : ( بحزن ) ليغتسلوا أولا من رائحة الدم ، وسخونة الرصاص ، أي شفاعة سيمنحها الرب لموتى دون قبور ؟
الأم : ( تتقدم نحو رحيم وبصوت متوسل ) أقرأ سورة الفاتحة ، إنه الخميس ياولدي ، سيجتمع الملائكة في ظلال السماوات ، وسترفع الشهداء نحو حدائق من نور ، ستطلقهم كفراشات متحررة من وحشة القبر .
رحيم : ( بغضب ) ولكنهم دون قبور ، أو شواهد يا أمي ، لم يبق منهم سوى الاسم المسجل في دوائر الأمن ، وسجلات الإعدام ، لم يبق منهم سوى الظلام الذي يلف جسدك الناحل ، سوى السواد الذي يتلبسك بالفجيعة ، السواد الذي أنساك عمرك ، أنساك الفرح .... والغناء ... (بصوت تشوبه المرارة ) أتذكر صوتك الجميل حين كنت طفلاً وأنت تهدهدينني كي تسكتي يقظة شغبي وتخلدينني إلى نوم جميل أتلمسه من دفء ذلك الغناء الذي مازال يتردد في أذني .....
( تنظر إلى نفسها في مرآة معلقة خلفها ، تتلمس جسدها وكأنها تكتشفه ثانية ، بينما يبقى رحيم ساهماً في مكانه وهو ينظر نحوها، ويسمع صوت الأم وهي تدندن )
الأم : ديليلول يالولد يبني ديليلول .... عدوك عليل وساكن الﭼول .... وأبوك هسه يجي محمل بخيره ... حزام أنت التنفعه .... ومايشدّ غيره
( تتحرك نحو رحيم وتدفن رأسه بصدرها ) سأفرح وأغني سأرقص ( ثم تبدأ في الاستدارة حول نفسها بطريقة أقرب للرقص وتتابع حديثها ) سأسترجع كل الفرح الكامن في العصور ، من أجلك سأنزع عني ( تستدرك ) ... يمه هذا السواد مهابة العمر
رحيم : ( بجزع ) منذ أعوام وأنت تتزينين بهذا السواد ، هذا ماعرفته من أبي ، وأنا لم أفتح عيني على لون سواه ، وكأنه الرحم الذي سيلفنا إلى عتمته ، دون فرح ، أو حلم ، أو رغبة تشدنا لمطرها .
الأم : ( وكأنها لم تسمعه ) علينا أن نأكل ياولدي ، فقط عليك أن تقرأ سورة الفاتحة ...
رحيم : ( مقاطعا ) على روح والدك وأخويك ... أعرف هذا ، ولكن كيف يمكن للرب أن يمنح الرحمة لموتى دون قبور .
الأم :( ساهمة )
رحيم : كيف لهم أن يبعثوا ، وهم نثار من الدم ومزق منفوخة في برك من جحيم
( يرفع رأسه نحو السماء وكأنه يكلم الله ) يستنكف حتى الله من أن يمدّ لهم يديه ( ثم ينكفيء على نفسه راميا جسده نحو الأرض مرددا ) يستنكف حتى الله ... يستنكف حتى الله .... يستنكف الله ..... إييييييييييييييه الله
الأم : (ساهمة ... وللحظة تعي سقوطه فتركض نحوه رامية جسدها فوقه وهي غارقة بالبكاء )
رحيم : ( مازال ممددا تحت جسد أمه ) من يكتب رحمته على جفونهم المملوءة بالدموع ، ورائحة البارود .
الأم : ( ساهمة ، بينما يرتفع صوت المؤذن )
المؤذن: الله أكبر ... الله أكبر .... أشهد أن لا إله إلا الله ( تكرار ) ... أشهد أن محمدا رسول الله ( تكرار ) ،
رحيم : ( ينظر إلى الجمهور ، وكأنه يكلمهم بينما يستمر صوت المؤذن بخفوت في إكمال الأذان ) وهاهي المئذنة ترسل لنا كلّ يوم أدعية الرب ، كي نعبىء لموت أشدّ خطيئة .
الأم : ( ساهمة ، بينما يلف الظلام المسرح )
المشهد الثاني
( ظلام يلف المسرح ، فيما يعلو صوت الراوي )
ياليل ، دانه ، ودانه
رجل تخلى عن زمانه
من بعدما ، خبر الحياة بشاعة ، ومقيت لحن
وارتاب في نفس مهانه
( يسلط الضوء على بقعة في وسط المسرح ، حيث يظهر الراوي وهو يتقدم نحو مقدمة المسرح ليسترسل بالكلام بعدما أنهى إنشاد المقطع السابق وبطريقة أشبه بإداء المقام )
الراوي : الأم نواح ، والأب وجوم ، أما الأبناء ... غواية تنحت شبهها لتستنسخ العدم .... والخوف ( يزفر طويلاً ال آه ) آه من الخوف
الخوف ضغينة برائحة سوداء ( يكّلم الجمهور ) نعم للخوف رائحة ، أعرف ثمة من لا يعرف الخوف ، ولم يتشمّمه ، ولكن هنالك حيث البلاد قسوة ، تتفسخ كل النهارات عن سواد له رائحة الخراب .... الخوف خراب ... الخوف خرابنا ... الخوف خرابكم ... الخوف تيه ومعاصي تنحت الجلاد وتديم مراميه
( يضرب بكفه على قلبه مرددا ) الخوف هنا
( يمسك مؤخرة رأسه ) الخوف هنا
( يجلس على ركبتيه ليحمل قبضة تراب ، ثم يرفع يده عاليا ، و يفتح كفه ليهيل التراب على وجهه صارخا ) الخوف هنا في هذه الأرض التي ابتلعت بنيها بشراهة سافلة .... الخوف هناك حيث السواتر تتزين بأجساد الجنود المتوارية بظلال طفولتها ، وتصدع الحلم ، الخوف هناك ( يشير نحو الجهة اليسرى من المسرح حيث يظهر مشهد الجنديين ثانية ) حيث رحيم ينتظر موته بيقين أحمق ( يغادر القاعة بخطى ثقيلة )
الجندي الأول : أشعر بالبرد ، أحس أن عظامي تتآكل ، وقلبي ينقبض ، يخنقني كوحشة هذه السواتر المفزعة .
الجندي الثاني : ( ساهما )
الجندي الأول : هيييييه، رحيم ، لا تصيبني بالجنون ، لا أريد أن أكلم نفسي في هذا الجو الخانق والمشبع بالوحشة ، قل أي شيء ، أم أنك تريد أن أتوسل إليك ( وبصوت ساخر ) سيادة الجنرال كي تتنازل وتتكلم معي ... ( يضع يده فوق كتف رحيم ويسأله بنبرة جادة ) هل مازلت تحلم بعشاء أمك ؟
الجندي الثاني : ( بارتعاشة كمن يفيق من نومه مفزوعا ) اللعنة لقد أفقتني من لذة الحلم ، ها قد ذهبت المخيلة إلى الجحيم ، ذهبت صورة أمي ، و البيت ، ورائحة الطعام الذي لم أتذوقه بعد
( بعصبية ) اللعنة ... اللعنة ... اللعنة ، لقد أيقظتني من حلم كم كنت أتمنى لو لم أغادره ، لقد أرجعتني لحظيرة الموت هذه ، لم كل هذا العذاب ، حتى أحلامنا لم يعد من الممكن التشبث بها من رداءة هذا الزمن المنخذل
( بعصبية ) أي زمن أحمق هذا ......
الجندي الأول ( ضاحكاً ) لكنك تشممت رائحة الطعام ، وتمليت بوجه أمك
( وبمرح ) وربما جلست إلى أريكة مريحة ( يجلس على الأرض بخفة ويمد بصره بانتباهة أمامه ) وأنت تتابع شاشة التلفاز ، لتتابع مغنية مغناج تتراقص شبه عارية ، وأكيد دخلت بحلم داخل حلم ( وبهمس ) وقبلتها ها ها ها .
الجندي الثاني : ( بشرود ) لم تمنحني الوقت كي أقبل أمي ، أو أتشمم عباءتها ....... ( بحزن ) كل ماتمنيته ذهب سدى ، لأني نكصت لبيت موشم بالوجع ، بيت دون ألفة أو مسرّات ، دون أرائك أو تلفاز ، دون ، دون ، دون ... سوى أم تتآكل بفجيعتها .
الجندي الأول ( بتهكم ) ولكنك أغمضت عينك .
الجندي الثاني ( بعصبية ) وماالذي يمنعك من أن تغمض عينيك .
الجندي الأول : الخوف يارحيم ، الخوف من أن يباغتني سعير الشظايا ، ونذالة الرصاص الطائش المتوهج ، وهو يتخبط في كياني المندحر، أعرف أني سأترنح
( يتلمس الأرض بيديه ) ممسكا لحظة أخيرة من أثري ، لأسقط فوق دمي المباح للحروب ......
الجندي الثاني ( يتقدم نحو الجندي الأول بتعاطف ، ثم يضع يده فوق كتفه ) ما الفرق ياصديقي بين أن ترى موتك أو لاتراه ، ففي كلتا الحالتين سيراك هو ، سيتشبث بك ( متداركاً ) أو بي ، وربما سيمجد فحولته ( بسخرية ) بأن يصرعنا نحن الاثنين وبرصاصة واحدة .
الجندي الأول : هنالك فرق بين أن تجبر على موت لاتراه ، أوأن تجبر على موت تراه ، فحين تراه ستفضح نتانة من أولمنا لهذه السواتر ، سينكسر الموت ويغمض عينيه خجلا من براءة عيني ، وحينها سأموت فاتحا عيني على سعتها وسيندس الموت في جسدي مغمضاً عينيه من رداءة فعله ( بثقة ) سينهزم الموت ، ولهذا يعصب القتلة عيون ضحاياهم في ساحات الأعدام ليس رأفة بهم ، بل خوفا من وهج عيونهم التي ستهزم القتلة حتما لو لم تعصب .
الجندي الثاني : ( بامتعاض ) يا إلهي لم يعد لدينا إلا الحديث عن الموت
( يوجه كلامه للجندي الأول ) دعنا نتحدث عن شيء آخر غير الموت .
الجندي الأول : وأي شيء آخر تحفل بها هذه السواتر غير الموت
الجندي الثاني : حسنا لتغمض أعيننا معا ونتذكر ، دعنا نسترجع ذاكرة ماقبل الحرب
الجندي الأول : منذ ولدت كانت الحرب نزهة هذه البلاد وذاكرتها .
الجندي الثاني : ( بصراخ ) لم أعد أطيق هذة العتمة أني أختنق ، دعنا نغادر هذه الأرض الموبوءة بالأجساد ، وهذه السماء المدغمة بالبارود ، دعنا نغادر ( ببكاء ) أرجوك دعنا نغادر ، دعنا نغادر .
الجندي الأول : ( بحزن ) لم يعد لدينا الكثير من الوقت لنغادر ، ولم نعد نملك خطا نختم بها أمكنة غير هذه السواتر ، بل لم تعد هنالك أمكنة ، فالبلاد ساتر يعج بالضحايا ، لم يعد هنالك ( فجأة يقطع كلامه صوت الأنفجارات التي تسمع في كل أرجاء المسرح ، وهي تومض هنا وهناك ، مع أصوات تتقاطع لبيانات عسكرية واستنجادات لضحايا وبكاء أطفال مفزوعين وصراخ نسوة ، بينما يختفي الجنديان في لجة المشهد ) .
( ترسم شاشة وسط العتمة ، لتظهر صور تتلاحق لفعل الحرب ، حرائق ، خرائب ، أجساد لضحايا ، وجوه مفزوعة ، آثار انفجارات ، عوائل هاربة من جحيم الحرب ، وأشلاء أطفال ، وكل مايمكن أن يدون من صور عن الحرب ، تظهر الأم من الجهة اليمنى من المسرح ، وهي موشحة بالسواد ، تسير بصعوبة نحو الجانب الأيسر من المسرح وهي تتلفت حولها وعيناها على الأرض كمن يبحث عن شيء ضائع ، بينما يظهر الرواي وهو يخطو إلى مقدمة المسرح وتبقى الأم تدور في مساحة المسرح )
الأم : ( وهي تداوم البحث تصرخ بحزن كظيم ) رحيم ... ولدي
أين يرقد جسدك الآن ، من سيمنح شيبتي البصيرة كي تلملم نثار طفولتك ، ( تبكي بنحيب ) رحيم يازهرة عمري ، على من سيتكيء جسدي الضامر من وجع المناحات والحروب ( تجهش بالبكاء وهي تتهاوى إلى الأرض و تلف جسدها بعباءتها حتى تتحول إلى كتلة من السواد )
الراوي : ( يتطلع إلى الجمهور ثم ينشد )
كان صدى لصوتها المبوح
كان ضماد الروح والجروح
كان وريثها عند الله
فكيف ترث في سقم بلواه
( ينظر مليا إلى تلك الكتلة من السواد حيث ترقد الأم ثم يبدأ بالكلام وهو يتفرس في وجوه الناس )
كيف لهذه الأرض أن تستبيح جسد رحيم ورفاقه ، وكيف لها أن تواري بهجتهم ؟ ، كيف لها أن تنحت بشراهتها قبورا تلتهم أحلامهم ؟ ، كيف لها أن تهرق دمهم
( ينحني ليرفع من الأرض يدا ثم يرفعها إلى السماء ) ياإلهي ها أنذا أرفع يده نحوك ، أرفعها ظليمة الدم الذي رفع نحوك منذ قرون الفجيعة. أهذا كل ماتبقى من حكمتك ؟ ،
ألم يكن رحيم حكمتك؟
( بتوجع ) رحيم ، يا أضاحي الحروب ، بأي المراثي سأمسح هذا الوجع السقيم
( يلتفت نحو أمه) عن كاهل هذه السبية؟ بأي المناحات سنستعيد اسماءكم المتخمة بأعباء الحروب ؟
( بشرود وبصوت خافت وكأنه يكلم نفسه ) سنسدل الستار هنا لننهي هذا الوجع الممسرح ، بينما تبقى الحرب هناك تمسرح البلاد والإنسان دون أمل في ستار يسدل .
( يعتم المسرح تدريجياً لتختفي الأم والراوي في العتمة ، بينما يسدل الستار ) .
2005
started 1 MAY 2010 email : info@ila-magazine.com
design: gitta pardoel logo: modhir ahmed © ila-magazine