نصوص
صلاح فائق
قبل أن أكتبَ , أتطلّعُ الى السماء
لأرى إن كانت هناك غيومٌ أو سحب
الطقسِ ماكرٌ , صامتٌ , في بداية النهار ,
فجأةً يصرخُ مثل عسكريينَ يهاجمون تماثيلَ حدائق
حالما يعودونَ من حربٍ فاشلة .
أحكّ ذقني , قبل أن أكتبَ ,
أبدأُ بجملةٍ طويلة فيها رعاةٌ مع مواشيهم ,
في مقبرة
*
بيتي مشغولٌ بي , ليلاً ونهاراً
مروحتهُ تئنُ حينَ انام .
اقوم ُ , عندما توقظني نغماتٌ عالية ,
امشي على رؤوسِ اصابعي
اصادف نسيماً يغني في الغرفة الثانية
مع آلاتٍ موسيقية تعزفُ بلا عازفين .
أعودّ الى فراشي : اجدُ المروحة توقفتْ عن الأنين
*
بعد هذه المقاطعِ أدخلُ قصيدةً جديدة
أشاهدُ رجالاً نائمين , بعضهم عراةٌ
يشبهونَ أسرى أو سجناء هربوا
وزرافةً حزينة , هزيلة , تقفُ في غرفة
أفتحُ لها الباب , تخرجُ ,
تبتعدُ وتظلّ تلتفتُ وتنظرُ إليّ
قضيتُ نصف عمري في هذه الجزر ومدنها الملوّثة ,
أحببتُ مزارع الرز , تعودتُ على السمك المجفف
وخداع الفتيات
فجأة تغيرتُ حين ظهرَ , ذات ظهيرة ,
بوذا مع نمرٍ عند المحيط
كانا يتحاوران حول الصمتِ وممالكه الشاسعة ,
مقدرة الاشجارِ على الغناء والقوارب على ألإبحارِ وحدها
ثم جاءني في منامي , نشوانَ ويبتسمُ
لم يكن يرتجفُ من البرد , إعطاني برتقالة
وملأ جيوبي بحصى ملوّنة
عندما إستيقظتُ وجدتها في كفيَّ , نظيفةً وليّنة ,
إلتهمتُ بعضها في فطوري
*
انا رجلٌ موهوبُ في النصف ألأول من الليل :
أعرفُ متى تُضاء الشوارع .
في النصف الثاني يبهجني مشهدُ لصوصٍ
يعودون الى بيوتهم , مع غنائم قليلة
أو عمالٍ , بلا معاطف , ينقلونَ توابيتَ رخيصة
من سفينةٍ وصلت , ليلة أمس ,
من الصين
*
مترفٌ , بلا أسرة , وظيفة
أو هموم ، أكتبُ أشعارأ في قطاراتِ أنفاقٍ أتخيلها
أنفقُ راتبي التقاعدي على طالباتِ أقسامٍ داخلية
أتقبّلُ من جيراني طعاماً وفواكه
لا يهمني أن يعرفّ أحد هذا
شاعر من العراق
started 1 MAY 2010 email : info@ila-magazine.com
design: gitta pardoel logo: modhir ahmed © ila-magazine