شِبـــَـــاك صيـــْـــــــــد

فؤاد شردودي

 

في لحْظة خَواءٍ ما

وبدُون مصَابيح نيُون طبِيعية النُّمو

أُدْرك أن الحيَاة أكثر ليُونةً من الصَّمت

وبغَاية فهْمٍ أكثَر

أُحَاول أنْ أراها مِن بعِيد وبالتدَرُّج

أرى الطفْل المحرُوس ببَراكين الظلِّ

يتمشَّى حَافيا فوقَ فواتِير اللاَّنهائِي

 

 

أرَى الوَطنَ بِندُوبٍ عَلى الوَجْه

يركبُ الأمْواج

وَفي خَصْره أسْلاكُ كهْرباء عَارِية

أَرى الحَياة تُردِّد ألحانَ سْترافيتْسكِي

بكامِل أناقتِها اللغَوِية

وَتفْرض نمُوذجا للضَّوْء

يُشَوِّشُ على عبَّاد الشمْس

انْطباعَه البِدَائيّ

وكَمنْ صعَد قديماً صوْمعةً لمْ يَنزل مِنها إِلاَّ لضَرُورة شِعْرية

أكُون داخِل الجدَار محمَّلا بكراهية مسْمَار صَغِير لمطْرقة بحَجْم العَالم

أقولُ : على المرْسَم أن يكونَ دائما قريباً من جسَدِي

 

 

أُوزِّع السَّهرة عَلى رئتيَّ برُوح الفَارس الذِي لا حقَّ له في التَّخلُّف عَن الألمِ

أحَاول فهْمَ العَلاقة بيْن كُرة الحَديدِ الضَّخْمة وَالجرسِ الكبِير في رَأسِي حِين أرسُم بتَأليفٍ أقلّ، أرسُم مشَاهِد بلا مَعِدة تهْضمُ الظِّلال، أنَا أكثَر إصْرارًا على الضَّوء من لوحَاتِ الطاقَة الشَّمْسِية المنتَصِبة بيْني و بيْن القُمَاش.حينَ تبْدأ الفَقرةُ الأخِيرةُ من عَرض السَّاحر، يُصْبح الكوْنُ قِطْعة ثلْج تَلمَعُ بدَاخِلها عيُون قِطَّة ..

سأتوَقَّفُ الليْلة عن الرَّغْبة في دخُول المتَاحِف بِنِيّة السَّرقة

و عَن الإحْسَاس بالشَّفقَة أمَام منْحُوتة خَائفة

سَأردِّدُ : كانَت السُّفن قديماً هُنا

تَسْتأجِر من الحيَاة شِبَاك الصَّيْد ..

 

فنان تشكيلي وشاعر من المغرب