(placeholder)

archive

ILA MAGAZINE

Website Building Application


قطار يلاحقني

فؤاد شردودي



لو قدر لي أن أسوق قطارا

و أنا في هذه الحالة من الوعي بأن معجزة تتحقق على يدي  

و بأنني صاحب هذا البيت الكبير القلق ، الممتد عبر غرف طويلة و أجساد ، و رأس كبير يجر كل شيء إلى مدن و غابات و هاوية ، لضغطت على دواسة السرعة إلى أقصى حدها حتى تكاد تنفصل المقدمة عن باقي الجسد ، و حتى تخرج من النوافذ رؤوس ذئاب تعوي وصرخات نساء من ثقوب في صدورهن ، و أحصنة تجري في ليل بلا تكنولوجيا..


هذا القطار الذي في لحظة من عمري ،كاد يصدمني

لولا شاعر هايكو

دفعني خارج المعنى    




هذا القطار الذي لم تكن لديه نية الخروج عن سكته  

لماذا لا يركبه داروين مثلا ؟

من باب التحالف مع خبرة البقاء

و لماذا في السنوات التي مضت كان سعيدا بنقل ضحايا الحروب إلى الشيخوخة المبكرة ؟

أفكر الآن في بعض النساء اللواتي يشبهن كتيبة حرب

انتصارهن في استسلامهن

أفكر أيضا في فتاة القطار التي جعلتها بولا هوكينز مثل يد تمسك بالمسدس لأول مرة  

أنا حالة قطار

أسمع موسيقى ليو فيري

أجر خلفي عربات عدة و بالمجان




قطار أخضر ترسمه الصغيرة على ظهر كراستها قبل أن تنام

مليئا بالبضائع و الآلات و المركبات و الهدايا

ولأن خط سيره فرعي ، فإنه لا يمر إلا وسط المقابر ذات الشواهد الحمراء

نكاية في قصور الدرجة الأولى  

وفي صوت الفتاة التي تقول :

الدرجة الأولى في مؤخرة القطار




تغن بالأشياء النادرة

فساحات الحياة مليئة بالحوادث

و القصيدة وحدها من تملك دربة القيادة

انتظر الجميلة في المحطة حتى تكمل سيجارتها

لا تصل أيها القطار إلى أي مكان

لا تصل

خذ نفسا عميقا و قل كلمتك




لا تسقط في الفج مثلما سقطت ظفائر بنات الحي في مهوى العولمة

دع فريق الصيانة يتأكد أن سكتك سليمة

وأنها واسعة الخيال ولا أشجار تنبت فوقها

إذا لم تفتك الأشياء فتها أنت

المصحات مخادع الموت

و لا أرض تتشقق من مطر


أنا أسوق قطارا يركبه العميان ؟

ولا أحتاج إلى قمرة قيادة ، لذلك جعلتها بيتا للأصدقاء

أنا سائق مفلس و بلا يدين

وحيدا أعدو من نفق إلى آخر ترافقني الاستعارات

و المناظر الطبيعية تتقافز أمامي على شكل جثث صعقتها خلافات العائلة

كان علي أن لا أعود إلى مسرح الجريمة

كان علي أن أكتب عن صوت تكسير أوان في السماء


أريد جرعة ماء

جرعة واحدة كي أتوقف قبل الهاوية




العمل المرفق للفنان فؤاد شردودي