(placeholder)

archive

ILA MAGAZINE

Website Building Application

هَمْسٌ يومئُ وَيُشيرُ

محمد بوجبيري


كُلَّما الْحِبْرُ،

صادِقًا،

تَحَرَّشَ بِالْبَياضِ،

ناغَتِ الْأَخيلَةُ أُلْفَةَ الْحُروف.

كُلَّما الْحالُ،

شَغوفًا،

طَرَقَ بابَ الْقَصيدَة،

هَبَّتْ مِنْ شُرودِها الْيَقَظاتُ،

وَبَهيجًا،

بَيْنَ الْكَلِماتِ،

يَنْدَسُّ هَمْسٌ يومئُ وَيُشيرُ.

مُثْقَلٌ هذا الْبَياضُ بِالْعِشْقِ،

قالَ الشّاعِرُ.

أَجابَ صَوْتٌ:

هَلْ أَنْتَ مِنْ أَصْحابِ الْأَحْوالِ،

أَمْ مِنْ أَصْحابِ الْأَقْوالِ؟

قالَ:

صاحِبُ حالٍ،

وَالْقَوْلُ،

وَإِنْ قالَ،

عاجِزٌ،

إِذِ الْبَياضُ لا يَحُدُّهُ سِوى الْبَياض.

في الشِّعْرِ،    

                                                  

كَما في الْحَياةِ،

ثَمَّةَ أَيْتامٌ.

أولئِكَ الَّذينَ لَمْ يولَدوا عَلى سَجَّادٍ،

أَوْ عَلى أَرْضٍ واعِدَة.

أولئِكَ الَّذينَ لَمْ تَنْزِلْ مِنْ فَجِّ انْتِمائِهِمْ رِياحٌ رَحيمَة.

أولِئِكَ، كَالأَزْهارِ الْبَرِّيةِ،

لا سَمادَ غَيْر ما يُسَمِّدُهُ الْعَراء.

بَعْدَ طولِ مُصاحَبَةِ الشِّعْرِ،

بَدا لَهُ،

أَنَّ أَعْمَقَهُ،

ما انْغَرَسَ في جُرْحٍ،

بَدْءًا بِجُرْحِ الْحَياةِ،

وَانْتِهاءً بِجُرْحِ الشّاهِدَة.

الشِّعْرُ ضَميرُ الْعِصْيان.

ما الْجَدْوى مِنْ قَصائِدَ،

كَما لَوْ أَنَّها بِلا وَجْهٍ في الْمِرْآة،

أَوْ كَما لَوْ أَنَّها بِلا ظِلٍّ في يَوْمٍ قائِظ؟


شاعر من المغرب