ILA MAGAZINE

(placeholder)

archive

     يوميات موحشة في معتزلات كورونا          

     يوميات موحشة في معتزلات كورونا          

     يوميات موحشة في معتزلات كورونا          

قصائد للشاعر حسن نجمي

26-05-20

قصائد

شعر: حسن نجمي



ضريح أنا أخماتوفا

" صلوا من أجلي" (أنَّا، 1938)


لا شتاء أطول من هذا الشتاء.


الآلهة الصغيرة وحدها تعرفُ –

لماذا بقينا هنا، إلى الآن، نحرس الضريح.

(حتى في الليل لا نفترف عنكِ).


قالت كتبٌ ستنهض التَّتريةُ من أبدِ نومها –

وستمضين، بقلب أخضر، عائدة إلى بلاط الحياة.


لهذا نحن هنا –

تُصلي قصيدنا من أجلك.


تُفّاحاتُ سِيزانْ

صدري الآن صحنٌ.

اتكئي ببستان تفاحك.

لا تطلي من نافذة الليل –

..........

لكَم أسعدني هذا الظَّفَرُ بليلتنا:

شفرة اللسان حادة وتلمع في بَلَلِ الضوء.

والتفاحتان على صحني.


صوت المغني

سقطت من يدي كأسُ الأغنية

كنت شرِبتُ وارتويت وغنيتُ

وانصرف بي الشرابُ

وكنا معا في الأغنية نتبادل المعنى

أنت تبكين –

وأنا، مخطوفَ النظرة أعُدُّ الدمع والكلمات

ومضى بنا حديث الأغنية 

سألتْني:

لِمَ تنكسر النبرة في المقاطع؟

وسأْلْتُكِ:

ما الذي يُلَمِّحُ إليه صوت المغني؟



مساءُ الخير

مساء الخير أيها المساءُ –

لستُ سوى اسمٍ. وهذه الصرخةُ هيّأَتْ لكَ صدىً.



لمرة واحدة

« Si j’était moi-même, je l’avais

A peine su » Egon Schiel


سيحدثُ ذلك لمرةٍ واحدةٍ في حياتي (حين سيمرُّ بحياتي). لن

أكون هنا.

سيكون أمام حياتي القليلُ مني ومن حياتي، فيمر. ولن يكون

لي بُدٌّ لأمضي، وسأمضي.


عنذئذٍ، أنا أيضا مثلَ نيرودا – سأفتحُ كتاب الأسئلةِ لأعرفَ

من أسألُهُ عن الوقت.


تورْطُوغِيرُو

هناك، في لحظة أخرى، أراكِ.

من هنا أراكِ.

ألتفتُ صوب ذكرى ابتسامتك البعيدة.

وأراكِ عبر الخُضرةِ. وهذه العزلةِ والمَمْشى.

أحاول أن أتأكد من لون الظل.

أقطف زهرةً حمراءَ دون أن أسألها عن اسمها. 

أسمع تغريدة طائر لا أراه.

أفتح نظرتي صوب البحر والنهر والضوء.

مطرٌ ساخنٌ يسقط الآن على حياتي.


سأنصرف عائدا إلى غرفتي في "الإيكاكُو"

ظلي في خطوتي.


أوقظُ الفجر

أحيانا لا أرضى بهذا الليل –

حين لا يعطي لرَبْوَتِكِ شكلاً

حيث تنْطَرِحين على العشب وأغطيكِ بجسدي.

ولا يمنح أصابعي ما يكفي من وَميضٍ

كي تنفتح مسامُّكِ.

وتنبت على نهديك قُبْلتي

وأرى عمري يرتعش في دفء أنفاسك.


أحيانا اتعب من الليل –

حين يخفق الضوء في رواق الحديقة. كأنّ الساعاتِ توقفتْ

والنجوم تَعَتَّمت بزرقة حَرْبٍ.

صدقت الليل طويلا –

والآن ضَجِرْتُ.


سأذهب لأوقظَ فجري المتأخر.


سقوطْ

سيسقطُ الليل بعد قليل

مُدّي يدَكِ كي لا يسقط في بِرْكة الليل

وذراعَكِ مظلة كي لا أَبْتَلّ.


كعشب صغير شاردٍ

كنتَ هناك واقفا طوال الوقت

انتظرتَ أن ينتهي النهارُ

شجرة وحيدة في السهل ظلت تنظر إليك

كانت بلا ظل تقريب

وفي الليل، حين حل الليل أخيرا

بقيتَ واقفا عند العتبة كعشبٍ صغيرٍ شاردٍ

لم يَثِقْ فيكَ أحدٌ أو شيءٌ

حتى الليل نفسُهُ لم يَدْعُكَ إلى الدخول.


شاعر من المغرب