من قصصي ـ صلاح فائق
26-05-20
من قصصي
صلاح فائق
لا أحد ينتظرني في اي بلدٍ
أصلُ اليه .
انا الآن في مدينةٍ لا أعرفها :
أستيقظتُ في فندقٍ رخيصٍ هنا
ومن دليلٍ للسياح , ارى مكتبةً
صاحبها كارل ماركس ـ
رجلٌ , مثلي , شاخ قبل ألأوان
رأى حروباً وثوراتٍ تعدو بين البيوت
وقرأ أشعاراً على حيواناتٍ ثقيلة السمع
سأراهُ هذا المساء , جيدً أن أشاهدهُ برجوازياً صغيراً
في مكتبته بيانو وعلى البيانو منهدة خادمته الشابة .
أنا مازلتُ عاملاً متجولاً , ألمّعُ لوحاتٍ نحاسية
لأسماءٍ وعناوين على أبوابِ بيوتٍ وعمارات
*
كنتُ أنطلّعُ الى أعمى يعبرُ شارعاً
فجأةً إقتربتْ منه سيارةٌ مسرعة
إرتطمتهُ , رفعتهُ عالياً وبقيَ هكذا
إبتعدتِ السيارةُ , تحركَ الأعمى وكان مستلقياً
في الهواء وصرخَ : كأنكَ أعمى كأنكَ أعمى
ولم يكن هناك أحدٌ
شاعر من العراق