رسامة الهياكل المضيئة

عادل مردان

 

أتأمّل لوحات، (جنان محمد)، على شاشة الحاسوب الصغيرة، فكم أتحسّر، على تأمّل، أيقونات اللون، في الهواء الطلق. حقل الإنجاز، هو الرسم الرؤيوي، حيث تتأمل عيوننا، أيقونة الضوء. أسمّي الأعمال، التي اختارتني: (تشكيلات الحلم)

 

1

كأنّ المدينة اختصِرتْ، في إضاءة كافية. الاختصار الضوئي يساراً، نافذتان،سأسمّيهما، قلب المدينة. الأولى مربّع، كُوّة مقضومة، (برتقالي شاحب- الأخضر الشفاف، مع خط ممتلئ بالأزرق الغامق). النافذة الثانية، كصخرة مصقولة، وبارزة. ترصّعها نقوش بالأبيض. مضاءة بحرف L . إلى الجهة اليسرى، خطوط مضيئة، مثل حراشف. يسار اللوحة، وسط الأصفر الساطع، ثلاث فتحات للتأمّل.(الأزرق الباهت+الشذري في الحواف). إلى الأسفل تكوين، يختصر نفسه. النماذج المُشعّة، تسبح في فضاء اللوحة. الخلفية سوداء، لتحقيق شروط الإنارة.

 

 

2

الإنسان يتلخص، في روح القصب. كما لو أنّ الأكواخ، اشتعلت بالرؤى. تمسرح بصري، بما أنتجهُ، اللون الفسفوري، لذاكرة المدينة، حين تُترجم الصحراء، في(تعتيم الأصفر، في البرتقالي الغامق). أعلى اللوحة مشهدية بالأسود، الأخضر الغامق، مع غيوم مضيئة، بسطوع أخف. إلى الأسفل، خمس كتل، لا هي نوافذ، ولا أبواب. ما يشبه تكوينات مبهمة، حيث الأبيض الرمادي، يتفاعل مع البرتقالي المحترق، لإظهار متحجرات مشتعلة، من ذاكرة الطين، حين ترحل العين، إلى الأسفل. تكون الترجمة أقسى. كأنّ أبواب القصب، تختصرها لوعة الفسفور.

 

 

3

ما تبقى، من الأضرحة، فضاء (الأزرق الشذري الناصع). نفس النوافذ، وهي شظايا بيوت متخيلة. وسط المشهد، أربع إطلالات مضبّبة وسط المربع البرتقالي، يساراً يهيمن الأزرق. إلى الأعلى، بنفس الاتجاه، الأيسر مضيء، وسطه تكوين، بالبُني الفاتح، إلى الأسفل، (اللون العاجي+الشذري)، بجوّ صوفي. اللوحة في أسفلها. مربعان بالأبيض الثلجي. أما الحواف، فيموسقها البرتقالي الباهت.

 

تنطبع في العقل، الأعمال القليلة. لوحة واحدة مضيئة، تكفي لإنعاش الروح. في الأقانيم الثلاثة، وهي أقاليم من الضوء. بينما تنزاح اليوتوبيا، بأطياف الصحراء المشتعلة. ذلك التوق الصوفي، هو ما يجعل العين، تتأملُ باندهاش، تلك الهياكل المضيئة.

 

كاتب من العراق

الأعمال المرفقة للفنانة جنان محمد

 

started 1 MAY 2010                 email : info@ila-magazine.com

design: gitta pardoel logo: modhir ahmed   © ila-magazine